أوباما يزور حائط البراق ويتعهد بـ"القدس عاصمة إسرائيل

ختتم باراك أوباما المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأمريكية، زيارته إلى الأراضي الفلسطينية وإسرائيلي ، المحطة الأخيرة في جولته الشرق أوسطية، بزيارة غير معلنة فجر اليوم الخميس إلى حائط البراق ، فيما أكد على دعمه لإسرائيل وحرصه على أن تكون مدينة القدس عاصمة لها.

وأدى أوباما الصلاة عند حائط البراق "الذي يسميه اليهود حائط المبكى" بحضور أحد الحاخامات وسط حراسة مشددة، بينما سُمع صوت رجل يصرخ له "أوباما.. القدس ليست للبيع" .

وذكرت شبكة "سي إن إن" الإخبارية أن زيارة أوباما للحائط، الذي يرتبط تقديس اليهود له بمزاعم حول وجود "هيكل سليمان" ، جاءت في الساعة الخامسة فجراً تقريبًا، وقد وقف في موقع كان سبق للشرطة أن حددته.

ووضع أوباما القلنسوة اليهودية على رأسه، واقترب من الحائط مع الحاخام إشمايل رابينوفيتش، الذي تلا مقطعًا من التوراة بينما كان المرشح الديمقراطي ينظر إلى "كتاب مقدس" بين يديه، وقد ترك أوباما ملاحظة مكتوبة، وفق العادة المتبعة لدى زيارة كبار الشخصيات للموقع.

وشوهد أوباما وقد أطرق رأسه بصمت ووضع يده على الحائط للحظات، فيما حلق العشرات في الموقع لمتابعة زيارة المرشح الديمقراطي، وقد صرخ أحدهم "أوباما.. القدس ليست للبيع" وذلك رغم طلب الحضور منه التوقف عن ذلك.

ويزعم اليهود ان الحائط هو الأثر الوحيد الباقي من "هيكل سليمان" وغالبًا ما يقترب المتدينون اليهود منه للصلاة والبكاء، وقد عرف لذلك بحائط المبكى.

بالمقابل، يعتبر المسلمون الحائط جزءًا من الحرم القدسي، ويرتبط لديهم بـ"الإسراء والمعراج" الخاص بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم.

أمن إسرائيل

وكان أوباما قد التقى الأربعاء، رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس كجزء من زيارته التي يلتقي خلالها قادة فلسطينيين وإسرائيليين.

وفي وقت سابق من الأربعاء، التقى أوباما الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز في القدس، وتعهد بالعمل على بذل جهوده لإحلال السلام في المنطقة سواء انتخب رئيسا للولايات المتحدة أم لا.

وقال أوباما "جئت إلى هنا للتأكيد على العلاقات المتينة بين إسرائيل والولايات المتحدة، والتزامي الراسخ بأمن دولة إسرائيل، وكلي أمل أن أعمل بشكل فاعل، سواء انتخبت رئيسا، أم بقيت نائبا، على إحلال السلام في المنطقة".

إلى ذلك نفى المرشح الديموقراطي أوباما أن يكون قد تراجع عن موقفه المؤيد لأن تكون القدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي. غير أنه أوضح ذلك الموقف خلال مؤتمر صحفي مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني في مستوطنة سديروت الحدودية بقوله: " ما زلت أقول إن القدس ستكون عاصمة لإسرائيل. لقد قلت ذلك من قبل، وسأقوله مرة أخرى. غير أنني قلت أيضا إنه من المهم ألا نقسِّم المدينة أو نمزِّقها إلى نصفين، وقلت إن تلك مسألة يتم البت فيها خلال مفاوضات الحل النهائي".

ونقل راديو "سوا" الأمريكي عن أوباما قوله : "تلك مسألة يجب أن تُترك للطرفين المعنيين، الفلسطينيين والإسرائيليين. ولا ينبغي على الولايات المتحدة أن تفرض الشكل الذي يتم به ذلك، ولكن عليها أن تدعم الجهود الجارية حاليا لحل هذه المشاكل البالغة الصعوبة والتي ظلت قائمة منذ زمن بعيد".

وأكدَ السناتور أوباما، أنه سيكون شريكا بناءا ً في عمليةِ السلام في الشرق الأوسط في حالة فوزه في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

شريك السلام

من جانبه ، قال صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية بعد اجتماع أوباما وعباس في رام الله الأربعاء: "قال السناتور أوباما للرئيس عباس إنه سيكون شريكا بناء في عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين إذا تم انتخابه رئيسا للولايات المتحدة.

وقال أوباما إنه لن يضيع دقيقة واحدة لأن الوقت ثمين ومن مصلحة أمريكا التوصل إلى اتفاقية سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين على أساس حل الدولتين. غير أنه أكد أن اتخاذ القرارات اللازمة لتحقيق السلام يقع على عاتق الفلسطينيين والإسرائيليين أنفسهم".

وفي سياق متصل، أعلن إسماعيل رضوان، القياديُ في حركة حماس الأربعاء، رفضَ الحركة لتصريحات المرشح الديموقراطي المرجح إلى البيت الأبيض باراك اوباما، والتي قال فيها من سديروت جنوب إسرائيل، إن من الصعبِ التفاوض مع مجموعةٍ لا تعترفُ بحق إسرائيل في الوجود، في إشارة إلى الحركة .

واعتبر رضوان، أن تصريحات اوباما منحازة وتـُبيّنُ الازدواجية في التعامل مع القضيةِ الفلسطينية.

كما استنكر رضوان اللقاءَ بين الرئيس محمود عباس وأوباما، لأنه وبحسب قولِه يمثلُ استمرارا لسياسة الإدارات الأمريكية وتجاهلا لأدنى الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

وشدَّد رضوان على أن حماس ليست حريصة على الحوار أو التفاوض مع إسرائيل، موضحا أنها ستتمسك بخيار المقاومة ولن تعترف بالدولة اليهودية ولا بالاتفاقات التي أبرمت معها.
أوباما يزور حائط البراق ويتعهد بـ"القدس عاصمة إسرائيل 616352

أوباما يزور حائط البراق ويتعهد بـ"القدس عاصمة إسرائيل 616352