شائعة مقتل الظواهري .. لغز وإجابة

أيضا إدارة بوش هى التي تقوم بتسريب مثل تلك التقارير وهى التي تسارع إلى نفي صحتها ، وهو الأمر الذي فسره البعض بأنه محاولة يائسة من تلك الإدارة لإثارة البلبلة والفوضى داخل القاعدة أملا في التوصل لأية معلومات تفيد بمكان ألد أعدائها .

وكانت قناة "سي بي اس نيوز" التليفزيونية الأمريكية قد ذكرت في 2 أغسطس 2008 أنها حصلت على نسخة من رسالة مشفرة مبعوثة من مصدر غير محدد في باكستان يطلب فيها بشكل عاجل طبيبا لعلاج الظواهري ، مشيرة إلى أنها كانت مرسلة من قائد في القاعدة اسمه بيت الله محسود وجاء فيها أن الظواهري أصيب في هجوم صاروخي نفذته طائرات أمريكية في جنوبي وزيرستان في 28 يوليو الماضي وأنه يعاني من ألم شديد وإصابته "ملوثة" بالجراثيم.

ومثلما حدث في السابق ، سارعت أجهزة الاستخبارات في باكستان والولايات المتحدة إلى نفي علمها بمثل هذا الأمر ، كما نفى مولوي عمر الناطق باسم محسود إصابة أو مقتل الظواهري.

القاعدة باتت أكثر قوة

ويرى مراقبون أن نجاح بوش في تحقيق الهدف السابق بات من الصعوبة بمكان في ضوء توسع القاعدة وانتشار فروعها في دول مثل العراق واليمن والمغرب العربي ، ولعل هذا ما ظهر في دراسة أعدها ثيودور كاراسيك المحلل والباحث الأمريكي في معهد الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري "إينيغما"، وستيفن أولف من مؤسسة "جيمستاون" في واشنطن.

جاء في الدراسة أن القاعدة وإيديولوجيتها مشروع طويل الأمد وأنها تلجأ دوما إلى تكتيكات وتقنيات عسكرية متطورة ، بالإضافة للنجاح الكبير في استخدام الإنترنت ، ويبقى الخطر الأكبر في الأهداف التي تنتقيها لشن هجماتها، والتي ركزت على البنية التحتية لصناعة الطاقة، ومثال ذلك ما حدث في منشأة إبقيق النفطية في السعودية عام 2006 ، والمنشآت النفطية في العراق .

ورجح كاراسيك أن تكون المصارف أحد الأهداف الأخرى التي قد تنتقيها القاعدة مستقبلاًُ، بالإضافة إلى ناطحات السحاب التي تعد برأي الجهاديين رموزا غربية وانعكاسا للنجاح يجب تسويتها بالأرض ، مشيرا إلى أن طرق تجهيز القاعدة بالسلاح تمر عبر وسائل مختلفة، أبرزها السوق السوداء.

ووفق اعتقاده أيضا فإن الذين ينجون من جهاديي القاعدة في العراق، يتبوؤن لاحقا مناصب عالية في التنظيم أو ربما يتجهون إلى فروع أخرى للقاعدة في اليمن أو الشرق الأوسط لتدريب أتباعهم.

وانتهى كاراسيك إلى القول إن هناك نوعين مختلفين من التهديد الذي يمثله التنظيم لدول المنطقة والغرب ، الأول تهديد كيميائي بيولوجي إشعاعي نووي، والثاني استهداف الطائرات المدنية بصواريخ محمولة أو ما يعرف بمصطلح Man Pad Threat، كما حدث في شرق إفريقيا عندما استهدفت طائرة إسرائيلية مدنية.

وفي السياق ذاته ، كشفت شبكة "إيه.بي.سي" التليفزيونية الأمريكية أن البيت الأبيض حال دون تنفيذ خطة وضعها البنتاجون قبل 6 أشهر وكانت تقضي بمهاجمة منطقة على الحدود الباكستانية - الأ

القاعدة كابوس يؤرق بوش
فغانية تعتقد أجهزة المخابرات الأمريكية أن بن لادن يختبئ فيها .

وكان السبب الذي دعا البيت الأبيض إلى عدم الموافقة على تنفيذ العملية هو أن إرسال قوات إلى الأراضي الباكستانية يعد أمراً مثيراً للجدل ويمثل مخاطرة، حيث أن أعوان بن لادن يعيشون في الجبال الوعرة التي تقع بالمنطقة، مما يقلل من فرص نجاح مثل تلك العملية، كما أنه سيواجه بمعارضة شديدة من الحكومة الباكستانية.

أيضا صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية نقلت عن خبراء في أجهزة المخابرات الأمريكية القول إن واشنطن ركزت على محاربة القاعدة في أفغانستان والعراق ولم تلحظ تزايد قوة القاعدة في باكستان، حيث يقدر عدد مقاتليها هناك بألفي شخص على أقل تقدير في الوقت الراهن.

ظهور متكرر لبن لادن والظواهري

ويبقى الدليل الواضح على تزايد قوة القاعدة هو الظهور الإعلامي المتكرر لبن لادن والظواهري ، ففي 23 مارس الماضي بثت المواقع الجهادية على الإنترنت شريط فيديو للظواهري دعا خلاله المسلمين إلى مهاجمة المصالح الغربية دفاعاً عن الفلسطينيين في قطاع غزة ، كما طالب المسلمين حول العالم بضرب مصالح اليهود والأمريكان في كل مكان ، قائلا :" أيها المسلمون اليوم يومكم. اضربوا مصالح اليهود والأمريكان وكل من شارك في العدوان على المسلمين، ارصدوا الأهداف، واجمعوا الأموال، واجلبوا العتاد، خططوا بدقة، ثم اقتحموا متوكلين على الله طالبين الشهادة والجنة".

وجاء شريط الظواهري بعد صدور تسجيل صوتي لبن لادن في 20 مارس أعلن خلاله أن العراق هو ساحة للجهاد ، والانتصار فيه سيقود إلى تحرير فلسطين ، مطالبا شعوب الدول المجاورة ببذل الجهود لدعم إخوتهم المجاهدين في العراق.

وأضاف أن عودة فلسطين لن تكون من خلال المفاوضات السياسية، وإنما ستكون "عن طريق الجهاد"، معتبراً أن بعض القادة العرب يحولون دون شعوبهم وتلك "الفريضة المقدسة" .

التسجيل السابق كان هو الثاني له خلال 24 ساعة ، ففي 19 مارس ، شن بن لادن هجوماً حاداً على دول الاتحاد الأوروبي، لسماحها بنشر الرسوم الكاريكاتورية "المسيئة" للنبي الكريم ولمشاركتها مع أمريكا في الحرب بأفغانستان ، وتوعد الدول الأوروبية ، قائلاً: "الجواب ماترون لا ما تسمعون ولتثكلنا أمهاتنا إن لم ننصر رسول الله، والسلام على من اتبع الهدى".

ورغم أن أوروبا لم تظهر اهتماما بالتصريحات السابقة ، إلا أنها وضعت بوش والجمهوريين في موقف حرج خاصة وانتخابات الرئاسة الأمريكية على الأبواب ، كما رجحت أن بوش سيغادر البيت الأبيض من دون أن يتمكن من إنجاز وعده بقتل أو اعتقال بن لادن .