بحضور العديد من الزعماء البارزين، أبهرت العاصمة الصينية بكين جميع دول العالم بحفل افتتاح أسطورى ضخم لدورة الألعاب الأوليمبية التاسعة والعشرين والذى يقام فى الفترة من 4 إلى 28 أغسطس بمشاركة 10500 رياضي من 204 دولة يتنافسون على 302 ميدالية ذهبية في 28 لعبة.
بدأ الحفل بإطلاق الألعاب النارية مصحوباً بمجموعة كبيرة من قارعي الطبول يذكرون الحاضرين بتاريخ الصين، اذ قاموا بالعد التنازلي لافتتاح الدورة منوهين على نهضتها بخروجها من العزلة والفقر وتحولها إلى قوة إقتصادية كبرى.
استطاع المخرج الصينى السينمائي الشهير تشانج ييمو أن يبهر جميع الحاضرين فى الاستاد بعدما أطفئت الأنوار لتظهر غابة من العصي باللون الاحمر في أيدي قارعي الطبول مرددين عابرة "حضر الاصدقاء من بعيد كم نحن سعداء."
رسمت التشكيلات الرياضية الموجودة فى أرض الاستاد الفخم خريطة لدولة الصين تحكى معها سنوات من العمل الذي عزز معه وضعها في العالم، ثم سلطت الأضواء بعد ذلك على الاضطرابات الحادة التي عانت منها مثل مشكلة اقليم التبت وغيرها.
بعد ذلك دخلت البعثات المشاركة فى الدورة إلى أرض الملعب بحسب الحروف الابجدية اليونانية القديمة وكان لبعثة الصين، والولايات الممتحدة، النصيب الاكبر من الترحيب، حيث تعتبران الدولتان الأكبر من حيث أعداد اللاعبين المشاركين.
كان الجزء الأكثر إبهاراً فى حفل الافتتاح والذى تفنن فيه المخرج تشانج هو الشعلة وذلك عندما أمسك لي نينج
لى نينج يطير فى الهواء لاشعال الشعلة
أشهر رياضي صيني في ثمانينيات القرن الماضي بها وقام بالطيران حول الملعب الى أن قام بإشعالها وسط ذهول من كافة الحاضرين.
حضر الحفل الذى أقيم على استاد عش الطائر العديد من زعماء العالم يتقدمهم الرئيس الامريكي جورج بوش، والرئيس الفرنسي ساركوزي، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الصينى جين تاو إلى جانب العديد من الشخصيات الرياضية والسياسية البارزة.
يشار إلى أن أولمبياد بكين تكلفت 43 مليار دولار لتحطم الرقم القياسي السابق الذي سجلته دورة اثينا في 2004 التي كلفت 15 مليارا لكن أولمبياد بكين تسببت كذلك في طرد الاف الاشخاص من مساكنهم لافساح المجال لبناء الاستادات الحديثة.
ويحل المشاركون في قرية أولمبية ببكين صممت وبنيت على طراز رفيع, وهي تتضمن شققاً وعيادات طبية ومطعماً يوفر حوالى ألف وجبة, بالإضافة إلى صالة رياضية ومرقص, وفي هذه القرية كل وسائل الترفيه والراحة للمشاركين, وتقع شمال غرب المدينة الأولمبية, وتبعد حوالى كليو متر واحد عن الملعب الوطني.
وعلى الطرف الشرقي من القرية الأولمبية خصصت اللجنة المنظمة(42) بناء من خمسة طوابق, فيها (3276) شقة و(9993) غرفة, و16 ألف سرير، وفي غربها حديقة أزهار بالإضافة إلى مطعم كبير يعمل فيه حوالى (5500) شخصا يوفر حوالى (1000) أكلة تناسب كل الأذواق والشعوب.
كرم جابر يرفع علم بعثة مصر
وقريباً من المطعم تقع الصالة الرياضة التي تضم تجهيزات رياضية، وبالقرب منها مسبح, وشاشات كبيرة موزعة في أرجاء القرية تعرض الأفلام, بالإضافة إلى وسائل التسلية الالكترونية وبالطبع تحظى الناحية الأمنية باهتمام بالغ, حيث إن الحراس منتشرون في كل الأماكن, ووضع سياج مزدوج, بالإضافة إلى كاميرات مراقبة دقيقة.
وتقع القرية الأولمبية على مساحة (66) هكتاراً, وسيكون أبرز نازليها رئيس اللجنة الأولمبية الدولية جاك روج, وقد زخرفت مداخل القرية بأشكال التنين, كما زخرفت مداخل أخرى بأشكال خزفية لسيدات يرتدين ملابس ترجع إلى عصر أسرة تانغ الامبراطورية قبل حوالى ألف عام.
وسيكون ملعب (العش الطائر) في بكين رمزاً للمدينة وذلك لروعته وقد صممه مهندسان من سويسرا ويتسع ل(91) ألف متفرج, وبلغت تكلفة إنشائه حوالى (450) مليون دولار.