نفت روسيا أن تكون سفينتها الحربية المتجهة إلى الصومال تستهدف "محاربة" القراصنة الذين يحتجزون سفينة أوكرانية، فيما أبدت ثمان دول أوروبية على الأقل استعدادها لتشكيل قوة أمنية بحرية لمكافحة تلك القرصنة التي أشار تقرير إلى تهديدها لملاحة قناة السويس.
وقال العقيد ايغور ديغالو المتحدث باسم البحرية الروسية إن الأسطول الحربي البحري الروسي لن يستخدم القوة للإفراج عن الرهائن قبالة ساحل الصومال، إذا لم يستدع الأمر ذلك.
وأضاف أن "هذه التصريحات (حول محاربة القرصنة) تنطوي على طابع استفزازي ويمكن أن تسيء إلى المفاوضات الرامية إلى الإفراج عن طاقم السفينة وتشكل تهديدًا لحياة الأشخاص الذين خطفهم القراصنة".
وأضاف ان السفينة "نوستراشيمي" التي أرسلتها روسيا الأسبوع الماضي إلى السواحل الصومالية ستوفر "الأمن للسفن الروسية خلال مرورها في المنطقة الخطرة" التي تكثر فيها هجمات القراصنة.
وكان السفير الصومالي في موسكو محمد محمود هاندول قال في مؤتمر صحفي إن الصومال "أجازت" لروسيا "محاربة القراصنة في البحر وعلى السواحل".
أوروبا تستعد
وفي سياق متصل أبدت ثمان دول أوروبية على الأقل استعدادها لتشكيل قوة أمنية بحرية لمكافحة القرصنة قبالة سواحل الصومال، في تحرك وصفه وزير الدفاع الفرنسي هيرفيه موران بأنه يقدم دعمًا حاسما للبحرية الأمريكية في المياه الخطرة.
وذكرت قناة "الجزيرة" الإخبارية أن موران حرص - خلال اجتماع لوزراء الدفاع الأوروبيين في دوفيل - على "استنفار شركاء فرنسا"، لافتا إلى أن "عددًا كبيرًا من الدول أبدت استعدادها" للمساهمة في عملية التصدي للقراصنة.
وأوضح أن من بين الدول التي أبدت موافقتها بلجيكا وقبرص وإسبانيا والسويد والبرتغال وألمانيا وفرنسا وهولندا، و"ربما أيضا" بريطانيا.
وكانت فرنسا التي تتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي قد دعت إلى "تعبئة دولية" ضد القرصنة قبالة سواحل الصومال، وبناء على طلب من إسبانيا اقترحت باريس إطلاق عملية عسكرية جوية وبحرية في ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
تهديد لقناة السويس
في غضون ذلك قال مركز شاتام هاوس للدراسات في لندن إن الفديات التي حصل عليها قراصنة الصومال خلال العام الحالي بلغت 30 مليون دولار حتى الآن.
وذكر تقرير أصدره المركز بهذا الشأن إن قراصنة صوماليون هاجموا حوالى 60 سفينة في خليج عدن والمحيط الهندي منذ بداية عام 2008.
ويطالب القراصنة حاليا بفدية قدرها 20 مليون دولار مقابل سفينة أوكرانية تحمل 33 دبابة كانت متجهة إلى كينيا.
وحذر التقرير من أن نشاط القراصنة قد يجبر السفن على تغيير مسارها إلى الدوران حول افريقيا بدلا من طريق قناة السويس فيما يشكل تهديدًا لملاحتها.
وأفادت الأنباء أن القراصنة يستخدمون أنظمة دفاع جوي وقذائف صاروخية وأنظمة توجيه مرتبطة بالأقمار الصناعية "جي بي اس" وهواتف مرتبطة بالأقمار الصناعية.
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أن التقرير انتقد ضعف رد الفعل الدولي رغم وجود سفن حربية أمريكية وفرنسية في المنطقة وتعهد مجلس الأمن الدولي بالتحرك ضد القراصنة.
وقال التقرير إن السيناريو الكارثي هو إمكانية أن يصبح القراصنة "عملاء للإرهاب الدولي".